قائمة المدونات الإلكترونية

إقـرأ بـ لغتـك

Arab to Chinese (Simplified) BETA Arab to English Arab to French Arab to Italian Arab to German Arab to Italian Arab to Japanese BETA Arab to Korean BETA Arab to Russian BETA Arab to Spanish

جـديـد المـوقـع

13‏/09‏/2010

حـراســـة الحسنـــــات

إن من أهم أسباب الفتور والانتكاس – عياذاً بالله –: التفريط في النوافل، والتساهل، والوقوع في المكروهات..
وهذا التفريط - بتعبير أهل الأدب والاصطلاح- يسمى مرض (انتشار قائمة الأولويات النسبية)، أو يسمى مرض (عكس القواعد الشرعية في تفاصيل الأعمال الإيمانية).
إن هناك من يعكس القواعد الشرعية في وضعه قائمة الأولويات، ليس شرطاً أن تكون عنده مكتوبة، ولكنها عنده مُقَعَدة مُؤَصَلة في نفسه، إنه إذا تعارض النوم مع حضور درس العلم، قدم النومَ، وإذا تعارض العمل مع مجلس الذكر قَدَم العمل، وإذا تعارض وقت طبيبة المرأة مع وقت قراءته للقرآن قَدَم العلاج، وإذا تعارض وقت مجاملات من أفراح أو زيارات... إلخ مع عمل أخروي قَدَم كل ذلك!!
إنها عكس القواعد الشرعية في تفاصيل الأعمال الإيمانية!



دائما هذا المرض يبدأ بالمفضول على الفاضل، وبالمرجوح على الراجح، وبالأدنى على الأعلى، يترك الأَولى ويتبع الرخيص، فيوشك أن يتزندق!
عنده تنقلب الأسس والموازين، وتنعكس المناهج والسبل، فتحتاج البدهيات إلى أدلة وبراهين، إنه مرض القلب وداء النفس الخطيرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام .." متفق عليه أخرجه البخاري .
إن سبب هذا المرض الخطير فساد في القلب ، أدَى إلى أن تصبح الأعمال الفاضلة عنده في المرتبة الثانية إذا تعارضت مع أعمال مفضولة، فيقدم المفضولة على الفاضلة، اتباعاً لهوى نفسه ورغباته الشخصية، ومريحات نفسه الأمارة بالسوء، لذلك نجده يضيع.
إن هذا الذي يُترخص فيه (كمثال: لبس الملابس "الإفرنجية") فإذا سئلته: لماذا لا ترتدي القميص الأبيض اتباعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال لك: إنه ليس بحرام، و قد أفتى الشيخ الفلاني..
لم نقل: إنه حرام، ولكن.. أليس خلاف الأولى؟!
إنك قد تلبسه مضطرّا في العمل أو في الجامعة أو خلافه، فما الذي يدفعك إلى أن ترتديه وأنت في المسجد، وأنت واقف بين يدي الله سبحانه وتعالى، أنا لا أقول: إنه حرام [تنازلاً مع الخصم]، ولكنه خلاف الأولى!
إن المسألة لا تحتاج إلى أدلة، نفس الشيء تجده عند النساء، فتجدهن يرتدين الألوان الزاهية في النقاب، فإذا أمرتهن بالسواد، كان الرد:
هل السواد فرض؟
نعم إنه ليس بفرض، ولكن أليس فرضاً في زي المرأة ألا يكون مثيرًا للفتن؟! أليس شرطاً ألا يكون زيها زينة في نفسه؟! إن القضية عندهن تحتاج أيضًا إلى أدلة!
كذلك في مسألة صلاة الجماعة وفرضيتها.. في مسألة الصف الأول وفضله.. في مسألة الوقوف خلف الإمام وأهميته.. في مسألة حفظ القرآن.. إلخ.
إذا وجهته إلى ذلك، سألك:
هل حفظ القرآن فرض؟
ليس بفرض، وإنما الفرض أن تحفظ ما تصلح به صلاتك، المسألة عنده أو عندها كون الأمر فرضًا أو ليس بفرض، فإذا لم يكن فرضًا فهو ليس مهمـًّـا على الإطلاق، وهنا نطرح سؤالاً:
أليس الانشغال بتلاوة القرآن وحفظه أولى من الانشغال بقراءة الجرائد وتتبع المجلات؟! أليس الأمر كذلك؟! فيرد عليك قائلا:
ألا تريد منا أن نعلم أخبار العالم؟!
إنها قضية عكس القواعد الشرعية، أن يعكسها من أجل هواه، من أجل رغبته الذاتية، وللأسف الشديد يوشك هذا أن يضيع؛ قال صلى الله عليه وسلم: "اجعلوا بَيْنكُم وبَيْنَ الحَرَامِ سُتْرَةً مِنَ الحلالِ" .
يقول ابن القيم: (سألت شيخ الإسلام ابن تيمية عن بعض المباح فقال: يتنافى مع أصحاب الهمم العالية). فأين همتك؟
فلابد من حسم القضية بحراسة الحسنات بما يلي:
أولاً- بالأخذ بالعزائم في بداية الأمر والحذر من التفريط :
يجب عليك أن تبدأ بداية قوية، فإن النفس إن عودتها التساهل تساهلت فوصلت إلى المعاصي والذنوب.
قال تعالى: {خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} [البقرة: 63]
ثانياً- حب الله والاستعانة به وصدق اللجأ إليه :
نعم.. إننا نحتاج إلى أن نحب الله حقيقة، فإذا أحببنا الله حقيقة فعلنا كل ما يرضيه بصدق واتبعنا رسوله.
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31].
ثالثا"- مجاهدة النفس ومصابرتها وتوبيخها :
أحدهم - سائق تاكسي - "يخرج في الصباح وقد عزم عزمًا أكيدًا على أن يصلي الظهر في جماعة، ثم حين يسمع الأذان، ويريد أن يقف للصلاة يفاجأ باثنين أو ثلاثة يريدون الركوب معه ومن بينهم أخ عربي، إنها فتن، ولذلك ستحتاج إلى مجاهدة، تحتاج أن يترك كل ذلك ويوقف سيارته ليدخل إلى المسجد للصلاة، يدخل مصممًا وقاهرًا لنفسه".
فقال لي: "طبعًا ويرزقني الله خيرًا مما فاتني!"
ولا يجب أن يشترط على الله"؛ فلا يقل أدخل للصلاه وسيرزقنى الله خيرا" مما فاتنى! فإذا خرج ولم يرزقه الله خيرًا مما فاته فقد يفتن، فينبغي ألا نربط قلوبنا بالاشتراط على الله، على العكس من ذلك فإنه قد يبتلى؛ قال ربنا {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الذِينَ منْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ}
 يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من أحب المرء لا يحبه إلا لله عز وجل، ومن كان الله عز وجل ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه" [الترمذي والنسائي، وصححه الألباني]
هذه هي حلاوة الإيمان؛ أن تكره أن تعود إلى ما أنقذك الله منه..
فاحرس حسناتك من الانتكاس، وصن التزامك من الفتور..

هناك 14 تعليقًا:

  1. السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
    جزاكِ الله خيراً أختي ابتسام (^_^) و جعله الله في ميزان حسناتك ,,, لكن لماذا لا تكون لنا الدنيا و الآخرة فنطيع رب العباد و نجعل من اوقاتنا جزء لكل فريضة و منها قراءة القرآن الأمر يحتاج إلى تنظيم و عزيمة و اصرار و قلب يحب العمل الصالح ,,, جعلكِ الله من أحبابه و أحباب نبيه و رزقنا الحب في الله ,,,مودتي3>.

    ردحذف
  2. بسم الله وبعد
    جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم وبارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة إن شاء الله
    أخوك في الله \ أبو مجاهد الرنتيسي

    ردحذف
  3. قال تعالى ( قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ۚ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) صدق الله العظيم

    شكرا لك أختي في الله ( ابتسام محمد ) على ما تفضلت به من نصائح وإرشادات جعل الله ذلك في ميزان حسناتك

    بارك الله فيك

    ردحذف
  4. السلام عليكم

    حقيقة موضوعك يمس جانبا من الواقع، ألا وهو تحري الطاعات وتتبع الأعمال التي يستزيد المسلم منها الحسنات، كل هذا من أجمل ما يحت عليه الإسلام وقد قال الله تعالى:"واستبقوا الخيرات"
    غير أن الأمر الذي فيه سعة يبقى من رحمة هذه الشريعة السمحة، فهناك التيسير والتعسير وهناك الأخذ بالأحوط، والرسول صلى ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا"
    فالله تعالى ما جعل علينا في الدين من حرج، هذا طبعا في بعض ما ذكرت من اللباس وغيره.
    ولكن رغم كل هذا فأنا أتفق معك في المسارعة إلى الخيرات والإستزاتدة من الحسنات.

    والله ولي التوفيق.
    مع تحيات: أبو حسام الدين

    ردحذف
  5. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أختي الفاضلة ابتسام محمد

    موضوع رائع وقيم وجزاكِ الله خير الجزاء وجعل هذا العمل في ميزان حسناتكِ
    ولي استفسار بسيط لماذا لم تشاركي في المسابقة رغم أنكِ متميزة واعتذر عن أي احراج قد أسببه لكِ

    تقبلي خالص التحية والاحترام...

    ردحذف
  6. الأخت الفاضلة أبتسام محمد

    أنها قلة التعاليم الدينية التى تكاد تنتشر بشاهتها

    بين المسلمين الكادحين فيفضل البعض الأنسياق وراء المال والجاه ويقولون لو أعطانا الله ما نريد سيكون لدينا الوقت للعبادة وهؤلاء هم من يساومون الله على الأيمان والتقوى فالذلك يفضل كل ما سبق على العبادة

    أعاذنا الله من الدنيا وما فيها

    شكرا أختى الكريمه على موضوعك الهام
    أليك رابط ملتقى الأيمان شاركينا هناك
    http://alaaelmasryalaa.blogspot.com/

    ردحذف
  7. بارك الله فيك أيتها الفاظلة إبتسام

    تدوينة جميلة

    تحمل بين طياتها صدق محبة ممزوجة بالغيرة على الدين

    والواجب على المسلم ترفيه نفسه

    فلا يكدس حياته بالطاعة فيبذل جهداً أكبر منه

    ولا ينبغي عليه الإفراط في ذلك وقد يؤثر عليه عدم الصبر على مشاق الطاعة والعبادة

    ويجب أن يخلو الترفيه عن ما يغضب الله كسماع الأغاني أو مشاهدة الأفلام الإباحية

    وليبحث عن البديل كالأناشيد والدراما الإسلامية

    وفي الختام

    لك باقة أوركيدا معطرة بالشكر على ه1ا القلم الذهبي الواعي

    ردحذف
  8. السلام عليكم ورحه الله وبركاته
    جزاكى الله خيرا" أختى فى الله (الآء العساف)
    على مداخلتك الطيبه وبارك الله فيكى ووفقك الى ما يحب ويرضى
    تحياتى ابتسام محمد

    ردحذف
  9. السلام عليكم ورحه الله وبركاته
    جزاك الله خيرا" أخى فى الله (ابومجاهد الرنتيسى)
    على مرورك الطيب الله لا يحرمنا اياه
    تحياتى ابتسام محمد

    ردحذف
  10. السلام عليكم ورحه الله وبركاته
    جزاك الله خيرا" أخى فى الله (خلفان)
    على مرورك الطيب وتفبل الله منا ومنك صالح الاعمال
    تحياتى لك ابتسام محمد

    ردحذف
  11. السلام عليكم ورحه الله وبركاته
    جزاك الله خيرا" أخى فى الله (أبو حسام)
    على مداخلتك الطيبه واللهم علمنا بما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا
    تحياتى وتقديرى لك ابتسام محمد

    ردحذف
  12. السلام عليكم ورحه الله وبركاته
    جزاك الله خيرا" أخى فى الله (أكرم هندوانه)
    على تعليقك الطيب والله لا يحرمنا اياه أما بالنسبه لاشتراكى فى المسابقه فهو تقصير منى فتقبل منى اعتذارى وان شاء الله سوف ارتب حالى اكثر من ذلك وخصوصا بشهر رمضان لكى لا اقوم بالتقصير مره اخرى مع اصدقائى الاعزاء
    تحياتى وأحترامى لك ابتسام محمد

    ردحذف
  13. السلام عليكم ورحه الله وبركاته
    جزاك الله خيرا" أخى فى الله (علاء المصرى)
    على وجودك الكريم وعلى تعليقك الطيب والله لا يحرمنا اياه وان شاء الله سوف اشارك بملتقى الايمان
    تحياتى لك ابتسام محمد

    ردحذف
  14. السلام عليكم ورحه الله وبركاته
    جزاك الله خيرا"(رياحين الدعوه)
    على وجودك الكريم بمدونتى المتواضعه وعلى تعليقك الطيب
    تحياتى لك ابتسام محمد

    ردحذف

أضف تعليقك شاركنا برأيك

عدد زوار الموقع

free counters